فصل: ليست البدع في درجة واحدة من الشر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (نسخة منقحة مرتبة مفهرسة)



.ليست البدع في درجة واحدة من الشر:

السؤال الأول من الفتوى رقم (3227):
س1: ما حكم المبتدع المواظب على بدعته من قراءة القرآن على الميت قبل الدفن وبعده وذبح الشاة لإصلاح الطعام لمن جاء لحضور الجنازة، ومن قراءة توسل القادرية منها: سهل مرادنا بجاه أحمد ومن وضع المباخر في حلقتهم وغيرها ومن تشييع الجنازة بالتهليل وتلقين الميت عند القبر.
من العلماء من يقول: إنهم من الكفار لمخالفة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من التحذير عن البدع ومنهم من يقول إنهم مسلمون عصاة.
ج1: ليست البدع في درجة واحدة من الشر، بل منها ما هو كفر، ومنها ما هو معصية دون الكفر، فقراءة القرآن على الميت قبل دفنه أو بعده، وذبح شاة مثلا لإصلاح طعام لمن حضر لتشييع الجنازة، وتشييع الجنازة بالتهليل، وتلقين الميت عند القبر وحلقة الذكر الجماعي ووضع المبخرة فيها- من البدع التي أحدثها الناس فإنها لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا أو تقريرا، ولم تثبت عن صحابته رضي الله عنهم ولا عن أئمة السلف الصالح رحمهم الله، فهذه من المعاصي والإصرار عليها يجعلها كبيرة وليست بكفر، إلا بالنسبة لمن عرف أنها بدعة وأصر عليها يريد بذلك مضاهاة شرع الله بتشريع من عنده، تغريرا بالعامة، وصرفا لهم عن الصراط المستقيم، فهو كافر بتشريعه قصدا ما لم يأذن به الله واستباحته مخالفة شرع الله، ودعاء الأموات والاستعانة بهم، كعبدالقادر الجيلاني، وأحمد التيجاني ونحوهما لجلب نفع أو دفع ضر وتفريج كربة وأمثال ذلك شرك بالله وكفر به كشرك وكفر الجاهلية الأولى التي دعا النبي صلى الله عليه وسلم أهلها إلى التوحيد، وحارب من أصر منهم على شركه وقاتلهم عليه، قال الله تعالى بعد وصف نفسه بصفات الربوبية: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: 13- 14].
وقد تكون بعض البدع ذريعة قريبة إلى الشرك؛ كقول بعض المتصوفة: سهل مرادنا بجاه أحمد، وكالطواف حول الأضرحة متقربا إلى الله، فإن قصد التقرب به إلى الولي صار شركا أكبر، وكشد الرحال لزيارة قبور الصالحين.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفي
عضو: عبدالله بن غديان
عضو: عبدالله بن قعود

.معنى البدعة وأنواعها:

السؤال السابع من الفتوى رقم (3230):
س7: نطلب منكم أن تشرحوا لنا ما هي البدعة، وأنواع البدع بكل وضوح؟
ج7: البدعة: هي العبادة التي لم يشرعها الله كالاحتفال بالموالد والاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ورفع الصوت بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من المؤذن بعد انتهاء الأذان وأشباه ذلك، وقد صنف جماعة من العلماء كتبا في بيان البدعة وأنواعها نرشد إلى بعضها فيما يلي:
1- كتاب السنن والمبتدعات للشيخ محمد أحمد عبدالسلام الحوامدي.
2- كتاب الإبداع في مضار الابتداع للشيخ علي محفوظ.
كلاهما من علماء مصر وقبلهما بزمن طويل كتاب البدع والنهي عنها للإمام محمد بن وضاح، وكتاب الاعتصام للشاطبي.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفي
عضو: عبدالله بن غديان
عضو: عبدالله بن قعود
السؤال الثاني من الفتوى رقم (7721):
س2: كم قسما تنقسم البدعة؟ هل كل بدعة ضلالة، وإذا كان ذلك كذلك رأيت أن وضع الحركات في القرآن الكريم من ضمة وفتحة وكسرة وسكون ونقطة ونبرة كلها بدعة؛ لأن القرآن الكريم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكتب إلا على صفحات وليس له حركات كما نراه اليوم. هل وضع الحركات فيه من البدع. هل هذه البدعة ضلالة؟
ج2: البدعة تنقسم إلى: بدعة دينية، وبدعة عادية، فالعادية مثل: كل ما جد من الصناعات والاختراعات، والأصل فيها: الجواز إلا ما دل دليل شرعي على منعه.
أما البدعة الدينية فهي: كل ما أحدث في الدين مضاهاة لتشريع الله؛ كالأذكار الجماعية بصوت واحد، وكبدع الموالد، وبدع الاحتفال بنصف شهر شعبان والسابع والعشرين من رجب وبليلة الأربعين من وفاة الميت وقراءة القرآن للأموات على القبور.. إلى أمثال ذلك مما لا يحصى عدا، ولا أقسام للبدعة في الدين من حيث الحكم عليها، بل كل بدعة ضلالة؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (*) رواه البخاري ومسلم وفي رواية: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» (*) رواه مسلم ولما رواه العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة، وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة» (*) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه.
أما نقط حروف القرآن وضبطها بالحركات فليس من البدع وإن لم يكن موجودا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ لكونه من المصالح المرسلة لدلالة أدلة الشرع الآمرة بحفظه على ذلك في الجملة، ونوصيك بقراءة كتاب الاعتصام، للشاطبي فإنه وفى الموضوع حقه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
عضو: عبدالله بن غديان
عضو: عبدالله بن قعود
السؤال الأول من الفتوى رقم (9608):
س1: إن بعض زملائي يقولون: إن للبدعة قسمين: الأول: حسنة، أي: يجوز العمل بها، والثاني: غير حسنة. وأنا أعتقد أن هذا التقسيم غير صحيح استدلالا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار» (*)، ماذا يقول الفقهاء الكرام وأئمة الإسلام عن هذه المسألة في ضوء الكتاب والسنة؟
ج1: هذا التفسير غير صحيح كما ذكرت؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة» (*)، والحديث رواه مسلم في صحيحه، وفي الباب أحاديث أخرى تدل على هذا المعنى.
ونوصيك بمراجعة كتاب البدع والحوادث للطرطوشي، وكتاب البدع والنهي عنها لابن وضاح، وتنبيه الغافلين لابن النحاس، والإبداع في مضار الابتداع للشيخ علي محفوظ، وكتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لشيخ الإسلام ابن تيمية وزاد المعاد في هدي خير العباد للإمام ابن القيم رحمة الله على الجميع.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي
عضو: عبدالله بن غديان